الفرق بين ماء الورد والزهر

الفرق بين ماء الورد وماء الزهر

تُعدّ العطور والزيوت النباتية من أهم مستحضرات العناية بالبشرة والجمال التي تستخدمها النساء والرجال على حد سواء. ومن بين هذه المنتجات العطرية التي تشتهر في العديد من الثقافات حول العالم، تبرز مادة “ماء الورد” و “ماء الزهر” باعتبارهما من أرقى وأجمل العطور الطبيعية. وعلى الرغم من أن هذين المصطلحين قد يتبادران إلى الذهن على أنهما يشيران إلى منتجين متماثلين، إلا أن هناك فروقات واضحة بينهما في تكوينهما، واستخداماتهما، وفوائدهما الصحية والجمالية.

أولاً: تعريف ماء الورد وماء الزهر

ماء الورد هو سائل عطرى يُستخلص من بتلات الورد، ويُعتبر أحد أقدم مستحضرات العناية بالبشرة في التاريخ. يستخدم ماء الورد بشكل رئيسي في صناعة العطور ومنتجات التجميل، بالإضافة إلى أنه يُستخدم في الطب التقليدي للعديد من الأغراض الصحية. يتم استخراج ماء الورد باستخدام عملية التقطير بالبخار التي تشمل تمرير البخار عبر بتلات الورد لاستخراج الزيوت العطرية والمركبات المفيدة.

أما ماء الزهر، فهو يُستخلص عادة من زهور الحمضيات، مثل زهرة البرتقال، الليمون، أو اليوسفي، ويُشبه ماء الورد في طريقة تحضيره، حيث يتم استخراجه أيضًا من خلال عملية التقطير بالبخار. بينما يُستخرج ماء الورد بشكل رئيسي من أنواع معينة من الورود، مثل “الورد الدمشقي” أو “الورد البلدي”، فإن ماء الزهر يُستخلص من زهور النباتات الحمضية مثل “زهرة البرتقال” أو “زهرة الليمون”.

ثانيًا: التركيب الكيميائي لكل منهما

التركيب الكيميائي لماء الورد وماء الزهر يختلف بناءً على نوع الزهور المستخدمة في استخراجهما. يحتوي ماء الورد على مركبات عضوية مثل الفينولات والأحماض العضوية التي تمنحه خصائص مضادة للبكتيريا والتأثيرات المهدئة. كما يحتوي على الأنثوسيانين، وهي مركبات تعطي الورد لونه وتساعد في مكافحة الجذور الحرة، مما يعزز من فوائده للبشرة.

أما ماء الزهر، فتركيبته الكيميائية تشمل مركبات حمضية أكثر بروزًا، مثل السترونال والليمونين، وهي مركبات تتميز بتأثيرات مهدئة ومعقمة. إضافة إلى ذلك، يحتوي ماء الزهر على مركبات الفلافونويد وزيوت الطيارة التي تمنح له خصائص مهدئة للأعصاب وعلاجية للجهاز الهضمي.

ثالثًا: الفوائد الصحية والجمالية

الفوائد الصحية لماء الورد:

• الترطيب والعناية بالبشرة: يحتوي ماء الورد على خصائص مرطبة تساعد على تجديد البشرة ومنحها نضارة طبيعية. كما يمكن استخدامه لتقليل الاحمرار والتهيج الناجم عن التعرض لأشعة الشمس.

• مضاد للبكتيريا والفيروسات: يساهم ماء الورد في تقليل انتشار البكتيريا الضارة على سطح البشرة، مما يجعله مناسبًا لعلاج حب الشباب.

• مضاد للشيخوخة: بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة، يساعد ماء الورد في مقاومة علامات التقدم في السن مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة، ويعزز إنتاج الكولاجين.

• مهدئ للبشرة المتهيجة: يمكن استخدام ماء الورد لعلاج التهابات الجلد مثل الإكزيما وحروق الشمس، حيث يعمل على تهدئة البشرة وتقليل التورم.

الفوائد الصحية لماء الزهر:

• تهدئة الأعصاب: ماء الزهر، وخاصة ماء الزهر المستخلص من زهرة البرتقال، يُستخدم بشكل تقليدي لتهدئة الأعصاب والتخفيف من التوتر والقلق. كما يُعتبر من المهدئات الطبيعية التي تحسن النوم.

• مضاد للالتهابات: يحتوي ماء الزهر على خصائص مضادة للالتهابات مما يجعله مفيدًا في تخفيف التورم والتهيج الناتج عن مشاكل الجلد.

• مفيد للجهاز الهضمي: يُعتبر ماء الزهر من العلاجات التقليدية التي تستخدم في تحسين الهضم. يساعد على تخفيف مشاكل الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ أو الغازات.

• علاج الصداع: يستخدم ماء الزهر من أجل علاج الصداع النصفي والصداع الناتج عن التوتر العصبي.

رابعًا: الاستخدامات اليومية

استخدامات ماء الورد:

• في العناية بالبشرة: يُعتبر ماء الورد من المنتجات المفضلة للعناية بالبشرة حيث يُستخدم كتونر طبيعي لتنظيف البشرة وإغلاق المسام. يمكن أيضًا إضافة ماء الورد إلى مستحضرات العناية بالبشرة مثل كريمات الترطيب أو ماسكات الوجه.

• في العطور: يُعد ماء الورد أحد المكونات الأساسية في العديد من العطور الفاخرة بفضل رائحته الزكية والناعمة. كما يمكن استخدامه كعطر مائي خفيف للانتعاش اليومي.

• في المطبخ: يتم استخدام ماء الورد في العديد من الوصفات العربية التقليدية مثل الحلويات، خاصة في تحضير أنواع مثل الكنافة والبقلاوة. كما يستخدم في إعداد المشروبات الخاصة مثل “شاي الورد”.

• في الاسترخاء والتدليك: يُستخدم ماء الورد في جلسات التدليك والاسترخاء كجزء من الروتين اليومي لتدليك البشرة.

استخدامات ماء الزهر:

• في العناية بالبشرة: يُستخدم ماء الزهر بشكل كبير في صناعة مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، حيث يُضاف إلى الكريمات والمستحضرات المرطبة ليمنح البشرة نضارة ونعومة.

• في العطور: يعتبر ماء الزهر أيضًا من المكونات الرئيسية في صناعة العطور الشرقية والغربية، خاصة تلك التي تحتوي على نفحات خفيفة ورقيقة.

• كعلاج طبيعي للأرق: يُشرب ماء الزهر كجزء من علاج الأرق حيث يُعتقد أن له تأثيرًا مهدئًا للأعصاب ويساعد على النوم.

• في الطهي: يُستخدم ماء الزهر، مثل ماء الورد، في تحضير بعض الحلويات والمشروبات العربية التقليدية. غالبًا ما يضاف إلى الحلويات المغربية أو اللبنانية لإضفاء نكهة منعشة ورائحة عطرة.

خامسًا: الفروقات بين ماء الورد وماء الزهر

المصدر:

• ماء الورد يُستخلص من الورود، خاصة الورد الدمشقي أو الورد البلدي.

• ماء الزهر يُستخلص من زهور الحمضيات مثل زهرة البرتقال أو الليمون.

الروائح:

• ماء الورد يتميز برائحة غنية ومميزة جدًا تميل إلى الحلاوة والعطر الزهري المكثف.

• ماء الزهر يمتاز برائحة أكثر خفة وانتعاشًا، تختلف حسب نوع الزهرة، ولكنها عمومًا تتسم بالنضارة والنعومة.

الخصائص الطبية:

• ماء الورد يُستخدم بشكل رئيسي في علاج مشاكل البشرة، مثل حب الشباب والتجاعيد.

• ماء الزهر له خصائص مهدئة أكثر ويستخدم بشكل رئيسي في علاج التوتر، الأرق، وتخفيف مشكلات الجهاز الهضمي.

التكوين الكيميائي:

• ماء الورد يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة، مثل الأنثوسيانين، التي تساعد في مقاومة الشيخوخة.

• ماء الزهر يحتوي على مركبات طبيعية مثل الليمونين والفلافونويد، التي توفر خصائص مهدئة ومعالجة للبشرة والجهاز العصبي.

الخلاصة

رغم أن ماء الورد وماء الزهر قد يبدوان في البداية منتجين متشابهين، إلا أن هناك العديد من الفروقات بينهما في مصدرهما، تركيبتهما الكيميائية، واستخداماتهما. يتمتع كلا المنتجين بفوائد صحية وجمالية عديدة، تجعل منهما من أهم المستحضرات الطبيعية التي تضاف إلى الروتين اليومي للعناية بالبشرة والجسم. يمكن استخدامهما كعطور خفيفة أو مستحضرات علاجية أو حتى في الطب التقليدي للحصول على العديد من الفوائد العلاجية.